رأي حول منهاج الجوالة
لقد بات من الواضح أن المنهاج الكشفي لمرحلة الجوالة يستدعي التأمل و المراجعة و ذلك لما تمت ملاحظته من تراجع اهتمام العشائر بمحتوياته التي يبدو أنها لم تعد تستجيب بالقدر الكافي إلى تطلعات الشباب في المرحلة العمرية لقسم الجوالة و لذلك لم نعد نجد لبنود و مجالات المنهاج أثرا في برمجة أنشطة العشائر و هو ما حدا بنا إلى التفكير في صيغة جديدة و شكل حديث قابلة للتطوير المتواصل تماشيا مع المتغيرات المطردة التي تشهدها مجتمعاتنا هذه الأيام يترك فيه مجال لاجتهاد الجوالة في وضع برامجهم دون املاء مبهم و لكن مع المحافظة على الحدود الأخلاقية والاجتماعية.
و قد كانت لنا منطلقات عدة للتفكير في هذا التغيير يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1-المنطلقات العامة و الموضوعية :
-ان التطور المطرد لوسائل الاعلام و تكنولوجيات الاتصال جعل من الجوال منفتحا انفتاحا كاملا على العالم و مطلعا على كل ما يدور فيه و له القدرة الكافية على نقده و ابداء رأيه وتكوين موقف معين من القضايا الراهنة
-ان التغيرات الاجتماعية المتسارعة أفضت الى عدد من المسائل الحساسة التي تجلب اهتمام الشباب في عمر الجوالة
2-المنطلقات الذاتية:
-ان الشباب في عمر الجوالة يميل الى التخصص في مجال معين و لا يحتاج الى “تربية” في كل مجالات المنهاج
-ان الشباب في عمر الجوالة يميل الى مناصرة قضية معينة و يجهد نفسه في اثبات ذاته من خلالها
-ان التخصص في مجال معين لدى الجوال يكون أكثر فائدة بالنسبة له و يساعده على اعداد المشروع
-ان الشباب في عمر الجوالة مطالب بتقديم الاضافة و الابداع في أحد المجالات لا أن يأخذ موقع المتلق
-ان التربية الدينية و الوطنية و الكشفية هي مجالات مندمجة في كافة ممارسات الجوال و لا يمكن فصلها عن بقية المجالات
-ان العمل مع المجموعة على بلوغ أهداف معينة خدمة لقضية معينة يعتبر حافزا مهما للجوال.
-ان الجوال قادر على أن يبرمج و يخطط و ينفذ و يقيم أعماله و أعمال المجموعة بنفسه
ان كل هذه المعطيات جعلتنا نفكر في ايجابية أن يأخذ منهاج الجوالة شكلا مختلفا يكون أكثر واقعية و أقرب الى تطلعات الشباب و أن يوفر لهم الفرصة لتكوين مواقف من مسائل معينة و مناقشتها و الدفاع عنها ثم القيام بدراسات و أبحاث و اصدارات في مجال معين دون الابتعاد عن الثوابت (التربية الدينية و التربية الوطنية و التربية الكشفية)
الرؤية
يختار الجوال في بداية مشواره أحد الرسائل التالية
-رسالة التسامح و السلام
-رسالة التضامن و التكافل
-رسالة البيئة و المحيط
-رسالة العولمة و تكنولوجيات الاتصال
-رسالة المحافظة على التراث
(و يمكن في أي وقت اضافة أو حذف أي رسالة بعد التفاق على ذلك)
هذه القضايا هي التي تتصدر اليوم اهتمامات الشباب في هذا العصر و يتم تناول هذه المسائل من أبعاد ثلاثة و هي :
-البعد الديني
-البعد الوطني
-البعد الكشفي
و منذ انضمامه الى مرحلة الجوالة يمر الجوال بالفترات الثلاثة التالية :
-الفترة الأولى : ( فترة التحسيس و الاختيار) يطلع فيها الجوال على محتوايات كل من هذه الرسائل ليساعده ذلك على الاختيار المناسب
-الفترة الثانية ( فترة الاندماج و المشاركة) بداية العمل الفعلي و مشاركة المجموعة في خدمة الرسالة التي اختارها.
-الفترة الثالثة : (فترة المشروع) و هي المرحلة الأخيرة و فيها يتم اعداد الجوالة للقيادة و يكون مطالبا بقيادة فريق عمل لانجاز مشروع يخدم من خلاله الرسالة التي اختارها منذ البداية